هكذا يغيَرنا الحب..

عندما تهبَ نسمات الحب، يتعلق القلب شغافاً بها.
 
كيف لا؟ وهي نسماتٌ عطرة، رائعة وفوَاحة، تحلَق بنا في فضاءات رحبة وجميلة، تزرع الأمل في يدينا والفرح في قلوبنا، وتجعلنا صغاراً في ثوان نمرح ونلعب ونضحك.
 
إنه الحب، ذلك الأكسير الذي يعصف بنا عصفاً جميلاً فيحولَنا من ذواتنا إلى ذات أخرى، لم نعرفها يوماً ولم ندرك أنه يمكن أن نصل إليها.
 
يغيَر فينا الحب كثيراً، فنصبح أكثر هدوءً وأكثر سلاماً وأكثر شاعريةً وعاطفةً. 
 
نتحول بفعل الحب لأشخاص آخرين، مفعمين بالحياة والنشاط والثقة، حالمين بغد أفضل وأيام سنقضيها في وئام وشغف وحب مع الحبيب.
 
تشهد طباعنا تحوَلاً جذرياً، فالهادئ يصبح أكثر هدوءً أو ربما أكثر توتراً وقلقاً على خسارة من يحب، فيما القلق والمتململ يتحول لمزاج جيد وأفضل مفعم بالإيجابية والحالة النفسية الممتازة.
 
والحب فعلاً دواءٌ للقلوب وللنفوس المتعبة، فيه يجد الإنسان راحته وسلواه، وفي أحضانه يتلَمس الدفء والطمأنينة. 
 
يعطينا الحب الدافع للحياة والعمل والنشاط والرغبة في تحقيق الأفضل لنا ولمن نحب، نصبح أقل أنانية وأكثر احتواءً، "فالأنا" تصبح "نحن" و"لي" تتحول "لنا" و"اليوم" تصبح "غداً"، نضَحي بملء إرادتنا إسعاد من نحب لأننا نجد سعادتنا في سعادتهم وراحتنا في راحتهم، نبدأ بالتخطيط للمستقبل ولغد أحسن نكون فيه مع من نحب وبقربهم دوماً.
 
يعطي الحب ثقةٌ بالنفس وبالحياة وبالآخرين، ويجعلنا ندرك جمال ما حولنا بأصغر تفاصيله.  يُشعرنا الحب بأننا أجمل وأنقى وأرقَ وأصفى، ويُدخلنا في راحة نفسية وعقلية كبيرتين.
 
فإن كنت تحبين عزيزتي، فأنت المحظوظة، لأن الحب سيرفعك بجناح من الود والروعة لفضاءات رائعة، سيحيلك فراشةً تطير من ضفة لأخرى وتختال فرحاً وشوقاً وشغفاً في كل خطوة. 
 
وإن لم يطرق الحب بابك بعد فاحلمي به لأنه سيجعلك إنسانةً أفضل. لا تقفلي باب الحب فهو كالسحر يحوَلنا كلعبة تتراقص بين يديه ويحلق بنا نحو آفاق أجمل، نكتشف فيها جمال أرواحنا وأرواح من نحب.