عارضة الأزياء العالمية Kate King .. جمال امرأة ساحرة وبراءة طفلة

إيطاليا: عدنان الكاتب Adnan Alkateb
 
في بستان ليمون على أبواب قصر إيطالي في القرن الثامن عشر زحمة مزارعين يحصدون الثمار بفرح قبل أن تخرج الأميرة الأرستقراطية من القصر لتوافيهم. إنها فتاة أحلام بإطلالتها السمراء وأنوثتها الرقيقة .. تتراقص بخفة النسيم الربيعي على تويجات الورد بفستان من المخرمات البيضاء، وتتطاير خصلات شعرها الداكن بالتزامن مع تأرجح أغصان الليمون. يراها شاب مزارع يقطف الليمون، فيأسره جمالها، ويرسل إليها مع الأولاد الراكضين في البستان زهرة ليمون، تشمها وترمقه بخجل ندفات الثلج .. هذا ليس حلما، بل هو الشريط الإعلاني لـ "دولتشي"Dolce  العطر الجديد من دار "دولتشي آند غابانا"Dolce & Gabbana . والأميرة الخيالية التي تجعلنا نقع في غرام العطر قبل شمه هي الملهمة العصرية لدار "دولتشي" العارضة الكندية العالمية "كايت كينغ"Kate King  التي ما كدت ألتقيها حتى فهمت أن دورها في الفيلم يعكس شخصيتها حقا. 
 
هذه النجمة الساحرة رقيقة ونقية كزهرة بيضاء، لكن واثقة بمشيتها على خشبات العروض. وقد زينت بإطلالتها الباهرة عروض أهم الدور وأبرز المصممين العالميين من "برادا"Prada ، و"مارني"Marni  و"فرساتشي"Versace  إلى "شانيل"Chanel ، و"ديور"Dior ، و"فالنتينو"Valentino ، و"لانفان"Lanvin ، و"لويس فيتون"Louis Vuitton ، و"نينا ريتشي"Nina Ricci . كما افتتحت عرض "كلويه"Chloe  لربيع 2012. ومنذ مشاركتها الأولى في مواسم الموضة، لاقت نجاحا فوريا، واستقطبت انتباه أرباب هذه الصناعة، لتصبح من الوجوه المتكررة على الخشبات في عواصم الموضة. إضافة إلى مشاركتها في جلسات تصويرية وظهورها على أغلفة المجلات العالمية، ومشاركتها طبعا بالحملات الإعلانية الراقية لـ "دولتشي آند غابانا" وغيرها. 
 
"كايت كينغ"Kate King  الجميلة والذكية والمتواضعة استطاعت، بين عدم الاستقرار الذي تحمله فترة الشباب، وبين الأمان الذي يجلبه النجاح، أن تصبح نجمة صاعدة لسلم النجاح بسرعة وجدارة، فكما تقول عن نفسها إن أهم صفاتها المثابرة وعملها الجاد. 
 
كان حديثنا في الجزيرة الجميلة صقلية غنيا وهادئا وصافيا كشخصيتها وجمالها الغامض الذي يجعل الكل يسأل عن جذورها وأصولها، من بداياتها إلى روتينها الجمالي، ومتطلبات عالم الموضة، ورأيها بالمرأة العربية، حملت كلماتها نضوجا واتزانا لا نلمسهما إلا نادرا في سنها. 
 
"دولتشي آند غابانا"
يقال إن خيار الدار وقع عليك لتكوني الوجه الإعلاني للعطر، لأنه يشبهك فيحمل اسم Dolce أي "حلو". ويبدو أنهم على حق، فأنت تجمعين الجمال الخارجي المفعم بالأنوثة مع الجمال الداخلي النابض بالصفاء. ما رأيك بهذا العطر الجديد؟
شكرا على كلماتك اللطيفة. أعجبني العطر كثيرا، ويمكنني القول إنه عطر شامل تتوفر فيه مكونات كثيرة. وهي المرة الأولى التي يتواجد فيها هذا الكم من المكونات في أريج واحد. 
 
نعم إنها المرة الأولى التي نجد فيها عطرا كهذا، لذلك بحثوا جيدا عن وجه يجسد فرادته. ماذا يعني لك أن تكوني أنت هذا الوجه؟ 
أشعر بأنني محظوظة كثيرا، فكان أمرا رائعا أن الدار الإيطالية العريقة اختارتني. إنها تجربة مذهلة. 
 
شاركت في حملة إعلانية أخرى لدار "دولتشي آند غابانا". هلا أخبرتنا أكثر عما يحصل خلف الكواليس وعدسات الكاميرات والأضواء؟  
في الحملتين الإعلانيتين، أدار الجلسات التصويرية "دومينيكو دولتشي"Domenico Dolce  الذي بدأ حديثا بالغوص في عالم التصوير والعمل على تصوير الحملات الإعلانية، التجربة كانت رائعة حقا، لأنه شخص موهوب جدا ويعرف ماذا يريد. 
 
الأجواء وراء الكواليس مريحة جدا، وتتميز بالهدوء وبالاحترافية العالية. فالكل منسجم تماما في فريق عمل رائع، بما في ذلك المصممون ومصففو الشعر. كل أعضاء فريق العمل يتعاونون بسهولة ويتبرعون بالمساعدة، يعرفون ما يريدون ويتمتعون بشغف وحب لعملهم.  
 
بداية المشوار
ولدت كايت في الثالث من ديسمبر / كانون الأول عام 1993 في إحدى ضواحي مدينة تورونتو الكندية، حيث ترعرعت أيضا. أخبرتني عن بداياتها في عالم عروض الأزياء الذي لم يكن حلم طفولتها. بل كان الأمر أشبه بصدفة حين ذهبت لحضور مسرحية في برودواي مع والدتها وشقيقتيها وهي في الثالثة عشرة من عمرها، حيث دنت منها سيدة في أحد شوارع نيويورك، وسألتها عما إذا كانت عارضة أزياء، وأعطتها بطاقة العمل الخاصة بها. غير أن كايت عملت بنصيحة والديها اللذين طلبا منها أن تنتظر قليلا لأنها صغيرة جدا، وليست جاهزة بعد. فقررت أن تكمل دراستها الثانوية، قبل أن تعود لتزور وكالة "إليت" في سن السابعة عشرة في نيويورك، حيث وقعت عقدا على الفور. فكانت الانطلاقة. 
 
تملكين أحد أكثر الوجوه فرادة وتميزا في عالم الأزياء اليوم. والكل يتساءل عن أصولك وجذورك. 
 
ولدت وترعرعت في كندا. والدتي من غويانا بأصول برتغالية وهندية وسودانية وأيرلندية. أما والدي فاسكتلندي مئة في المئة. 
 
منذ انطلاقتك في عالم العروض خلال موسم خريف وشتاء 2011، لاقيت اهتماما إيجابيا جدا من القيمين على عالم الموضة. فهل كان هذا التجاوب مفاجأة لك؟ وما هي العوامل التي أسهمت في صعودك السريع؟
في الموسم الأول عام 2011، لم أكن أعرف ما الذي ينتظرني. كان الأمر جنونا، لكنه رائع في الوقت نفسه. النجاح خاصة في البداية يكون دائما مفاجأة سارة، خلال مشاركتي في التجارب تعرفت إلى مئات الشابات الجميلات. وتوقعاتي كانت واقعية، لكن تجربتي تخطت توقعاتي بشكل هائل. 
 
ما أفضل نصيحة تلقيتها من والدك أو والدتك؟
أعتقد أن أفضل نصيحة تلقيتها كانت من أمي التي تدعمني على الدوام، وهي محاولة العمل بجهد وإخلاص وتفان. فهي دائما تؤكد لي أنه على الإنسان أن يؤدي كل ما يفعله على أكمل وجه وبإتقان. لذا أحاول دائما أن أعمل بهذه النصيحة، فأبذل كل جهودي عندما أحقق أهدافي وأنجز أعمالي. وهذا أمر مهم جدا ليس على صعيد العمل فحسب، وإنما في كل نواحي حياتنا اليومية.
 
الحوار كاملا مع مجموعة من الصور تجدونه في عدد مجلة هي رقم 242 لشهر ابريل 2014